بشّار زيدان - بالجوّ: يا لسخافة مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج الأخبار الفنيّة التي لا تملك مادّة حقيقية تملأ بها وقتها، والفنانين المتملقين الذين ينتظروا لحظة للاصطياد بالماء العكر. هذا هو التعليق الأنسب الذي يجب أن يقال حول "الزوبعة" السخيفة التي حصلت منذ ان انتشر فيديو لشيرين عبد الوهاب تتحدث فيه عن بعض الفنانين في حفل زفاف مؤخراً. فبدايةً، إن استمعنا لمحتوى هذا الفيديو نجد الحديث اعتيادي لا يخرج عن سياق المزاح، وهو ليس بعيد عن تعليقات بعض الناس عندما يعلّقون على فلانة أو فلان. إلا أن بعض الناس الذين لا شغل يشغل أوقاتهم سوى التعليق من خلف شاشات الكمبيوتر على مواقع التواصل الاجتماعي فأخذوا الموضوع وأعطوه أكبر من حجمه وكأن شيرين تطاولت على الأنبياء. هدّئوا من روعكم، الحديث كلّه عن فنانين بين بعضهم، و بالحديث عن الفنانين بين بعضهم فإن كل الفنانين يعلمون أنهم في جلساتهم الخاصة يقولون أسوء من هذا الكلام، فمحاولتهم الظهور بصورة الملائكة لا تقنع أحد بل تكشف حقيقة الكثير منهم كونهم يتعاملون مع الجمهور بوجهين. أما الفنان الحقيقي فلا يدخل نفسه بمهاترات من هذا النوع، بالأخص وأنها كما سبق وذكرنا، مبنيّة على كلام لا قيمة له ولا يتعدّى المزاح.
أما شيرين عبد الوهاب، فنقول لها أنها يجب أن تتوقّف عن الاعتذار. لا يمكنك أن تعتذري عن كل تصرّف تقومين به، إبقي على طبيعتك و من يحبك سيحبّك و من لا يحبّك فهذا شأنه. لا يجب أن تكترثي لكل التعليقات التي تقرأينها على مواقع التواصل الاجتماعي، فغالبية تعليقات الناس على الانترنت هي تعليقات سلبية بغض النظر عن موضوعها أو الأشخاص الذين تتحدّث عنهم، هناك هواية لذوي الأوقات الفارغة أن ينشروا الكلام السلبي في كافة المواقع الالكترونية، وهذه ليست مشكلتك ولا مهمتك أن تردّي عليهم أو تعتذري لهم.
الساحة الفنيّة، بإعلامييها، نجومها، وبرامجها باتت بحاجة للعودة إلى الواقع. ابتعدوا عن صغائر الأمور وابحثوا عن موضوع حقيقي تتحدّثوا عنه، كفاكم هراءاً وسخافة. أعطوا الجمهور أغاني و أعمال فنيّة جميلة يستمتع بها بدلاً من إضحاكه على المستوى الذي وصل إليه تفكيركم. أما أرباع الفنانين الذين بحثوا عن بعض الاهتمام وسط هذه المعمعة، فعندما تصلون لربع النجاح الذي وصلت إليه شيرين ربما يصبح بإمكانكم الدخول بينها وبين زملائها.
