بشّار زيدان - بالجوّ:  في حلقة هذا الأسبوع من "أراب آيدول" طفى عدم الإنسجام إلى السطح بصورة جليّة بين أعضاء لجنة التحكيم، وتضاربت آرائهم في كثير من الأحيان ما أثار حفيظة الجمهور.  بين المجاملات حيناً، و الهجوم حيناً آخر، لم يبدو واضحاً لدى المشاهد المعيار الذي يبني أعضاء لجنة التحكيم رأيهم عليه، و بالأخص أحلام التي بدت هجوميّة وهي ليست المرّة الأولى التي تنقضّ فيها على أحد المشتركين وكأنها تسعى لتحطيمه. 

ضحيّة أحلام هذه المرّة كان المشترك يعقوب شاهين، فصحيح أنه لم يختر أفضل أغنية تناسب صوته، و كان هناك مقاطع جيّدة و أخرى أقل جودة في أدائه، إلا أنه لم يكن بالسوء الذي تحدّثت عنه أحلام واصفة غناءه بأقل من الصفر.  هنا بدى الفرق واضحاً بين النقد البنّاء الذي وجّهه إليه حسن الشافعي حول اختيار الأغاني و بين النقد الهدّام الذي أصرّت عليه أحلام عندما عادت و علّقت على رأي حسن و عادت لتضيف اعتذارها لمحمد عسّاف و كأنها مصرّة على مهاجمة يعقوب.  هذا الأسلوب المستفزّ من أحلام لا يجعلها أكثر موضوعية من زملائها في لجنة التحكيم، بل يجعلها تبدو بصورة سيئة لدى الجمهوركون نقدها كان بمثابة هجوم وتجريح لا فائدة منه، ويعطي الجمهور انطباعاً بأنها تريد تحويل الانتباه إليها في كل حلقة بتصرفات مماثلة. 

المضحك في الأمر هو أن هذه الصرامة في الآراء لا تتواصل مع جميع المشتركين، فعلى سبيل المثال عندما قامت داليا سعيد بتشويه إحدى أغاني أم كلثوم أثنت اللجنة على أدائها، رغم أن الجمهور بمعظمه يلاحظ هفوات داليا أسبوع بعد أسبوع و ينتقد أسلوبها في النطق و مخارج حروفها وقفلات جملها غير المفهومة، و مع ذلك تواصل لجنة التحكيم بمجاملتها.

أما عندما غنّى المشترك مهنّد حسين، فناقضت أحلام ذاتها مجدداً، حيث دعته للتغيير في اللون الموسيقي الذي يقدّمه المرّة المقبلة، و هو التعليق الذي قالته نانسي عجرم له منذ أسبوعين وعندها عارضتها أحلام الرأي!... مواقف كهذه عزّزت صورة عدم الإنسجام بين أعضاء لجنة التحكيم، فصحيح أنه ليس مطلوب منهم الاتفاق على رأي واحد، إلا أن الإنسجام هو أمر هام يساهم في إنجاح لجان التحكيم في برامج الهواة الأخرى مثل "The Voice"، "Arabs Got Talent"، إلا أنه يبدو عنصراً مفقوداً في لجنة تحكيم "إراب آيدول" بسبب تصرّفات أحلام. 

أما بالعودة لموضوع اختيار الأغاني، فهو أمر سبق و أن تحدّثنا عنه في مقال سابق، حيث من المهم أن تتنوّع اختيارات المتسابقين و تساهم في إظهار الهويّة الفنيّة التي يطمحون لتقديم نفسهم من خلالها للجمهور كمغنيين في المستقبل، وليس أن تتحوّل سهرات البرنامج إلى سهرات طربيّة مكرّرة عمّا كنّا نشاهده في المواسم السابقة من "أراب آيدول".  وعندما يتعرّض مشترك لموقف مماثل لما تعرّض له يعقوب هذا الأسبوع حيث أجمع أعضاء لجنة التحكيم على سوء اختيار الأغنية فهذا يضع علامات استفهام على الدور الذي يقوم به الموسيقيين الذين يشرفون على تدريب المشتركين ومساعدتهم في اختيار الأغاني، فأين كانوا هؤلاء عندما اختار يعقوب أغنية "أتحدى العالم" وتدرّب معهم على غنائها؟